يروي المهندسون المعماريون الحكايا والقصص من خلال ابداعاتهم التي تتجسد كهياكل ومنشآت حجرية وفولاذية وتتجلى في عالم مادي واقعي، باعتبارها دعائم وخلفيات تروي تاريخ الأرض وذكريات المجتمع. وفي نفس الوقت يرتبط فن العمارة بجسور مع الماضي ويقدم تطلعات ورؤى للمستقبل، الأمر الذي يجعل منها مراكب تسافر عبر الزمن، أو ربما مفهوم الزمن. 

بول تسي وإيفلين تينغ هما مؤسسان مشاركان لاستوديو الهندسة المعمارية والتصميم المحلي (نيو أوفيس ورك)، وهما أصحاب فكرة في جناح "غروينغ أب " في منطقة غرب كولون الثقافية . وتتسائل تينغ: "كيف يربط هذا المكان بين الماضي والحاضر؟ وكيف يمكنك الإشارة إلى قصص حكايا حي أو مكان معين، إلا أنك تتفاجأ كذلك بأنها ترتبط بشكل وثيق بأعمال وتكنولوجيا اليوم؟"

متحف الثقافة البصرية M+ وهو أحد الأماكن المفضلة لديهم بشكل شخصي، والذي يضفي طابعاً عصرياً على الحي التاريخي بخلاف ذلك. "أعشق تماماً  بأنه يمتاز بأحاسيس متعددة للحجم . وبالتالي فإنه لا يبدو على الإطلاق بنفس الحالة،  فإذا كنت تشاهده من مسافة بعيدة فسيظهر الشكل العام بلون أسود. إلا أنك كلما اقتربت أكثر، فستتجلى أمامك المزيد من التفاصيل وتتكشف الجوانب المختلفة للمواد المنبثقة. أظن  أن القطع المعمارية  الأكثر إثارة للاهتمام هي من يقدم ذلك الانطباع، انها ليست مجرد شيء جامد يمكن إدراكه وسبر أغواره من مسافة بعيدة. بل إنه شيء يجب التغير إلى حد ما اعتماداً على علاقة الشخص به، وكذلك، بمرور الوقت". كما توضح تينغ. 

يحمل تطور المجتمع معه العديد من المتطلبات الناشئة الجديدة. وكما توضح تينغ: "إننا نرغب بإنشاء مركز اجتماعي يمتاز بمرافق ترفيهية متفردة في المنطقة، ليكون مركزاً أكثر تطوراً وحداثة. وإنها تتخيل أن يكون له ارتباطات عديدة بين العروض المتعددة، مثل الارتباط بين قاعة الطعام، وبين السوق، والمكتبة والمرافق الرياضية. ومن ناحية ثانية، فإن إنشاء مبنى أكثر عصرية من شأنه أن يستقطب اهتمام الجماهير الأصغر سناَ، وعليه، فإن هناك العديد من المجموعات المختلفة التي ستحظى بفرصة للتواصل والاختلاط. ويعلق تسي، وهو يوميء برأسه بالموافقة، "إننا نود أن نرد الدين للمجتمع ونرجو أن نتمكن من الحصول على مشاركة شريحة أوسع من المجتمع".