قرية لا ي تشي وو

كانت في الماضي إحدى قرى شعب الهاكا العامرة والمزدهرة وتفيض بالثراء والوفرة والرخاء، إنها لاي تشي وو التي تم إنشاءها قبل أكثر من ثلاثة قرون. وتضم أكثر من 200 منزل، تم ترتبيها في صفوف أفقية وطولية بكل دقة واتقان مع مراعاة قواعد فينغ شوي ( الجيومانسي)، والمحمية بين الجدران الريفية، التي كانت موطناً يحتضن أكثر من 1000 نسمة، قبل أن يشهد عدد السكان انخفاضا كبيراً منذ فترة الستينيات. إلا أنها حازت على فرصة أخرى لتستنشق أنفاس حياة جديدة باعتبارها جزءاً من الحديقة الجيولوجية العالمية لليونسكو في هونغ كونغ، وتقدم في الوقت الحالي وجهة مرموقة وشهيرة للمتنزهين والسياح البيئيين. وقد عاود المزارعون القيام بمهامهم في زراعة الأرز، والخضروات، ورعي الأبقار، وتم تحويل القليل من المنازل العتيقة إلى محلات تجارية، ومراكز للزوار. وفي عطلات نهاية الأسبوع أو في الإجازات الرسمية، سوف تجد العديد من محلات وأكشاك القرية التي تعرض تشكيلات متنوعة من المأكولات الشهية وأطباق شعب الهاكا مثل الدجاج المملح، لحم الخنزير المطهو، والأومليت مع الفجل المخلل، والمعجنات وطبق كونجي الدجاج.

الوصول إلى هناك

المركز الثقافي في لاي تشي وو

يقدم لاي تشي وو نموذجاً واضحاً وصريحاً لتجديد المناطق الريفية في هونغ كونغ. وقد تم تخليد إنجازات القرويين والمتطوعين، الذين أفرت اليونسكو بجهودهم، في مركز لاي تشي وو الثقافي، في منزل قروي خضع لإعادة الترميم والتجديد. وفي الوقت الحالي تنتج الأراضي الزراعية التي تم استصلاحها محاصيل متنوعة، بما فيها الأرز الطبيعي، والكركم، والبطيخ الشتوي، والكركديه. حيث يعرض المركز نماذج صخرية قديمة، وأدوات زراعية، وأدوات منزلية، وملابس شعب الهاكا التقليدية، الأمر الذي يمنح الفرصة لزوار بالحصول على تفهم أكبر للبيئة والتاريخ المحليين

أثنا استمتاعك بالحياة الريفية في هونغ كونغ، فيرجى مراعاة البيئة الطبيعية وأولئك الذين يعيشون فيها . لا تقم بإلحاق الضرر بالممتلكات والمحاصيل، والنباتات، أو إطعام أو التسبب بالضرر للماشية أو الحياة البرية. بينما يتم إشعال النار فقط في المناطق المخصصة للشواء، والمعسكرات، ولا تقم بإلقاء النفايات والمخلفات في الأماكن المكشوفة - ويرجى حمل النفايات الخاصة بك معك.

الوصول إلى هناك

غابات فونغ شوي

تمتاز منازل الهاكا التقليدية في القرية، المغلقة من واجهتها بجدران مسورة، بأنها محاطة بمنطقة من الغابات الكثيفة، يطلق عليها اسم غابات "فونغ شوي". فقد كان القرويون يزرعون الأشجار ، وفقا لفلسفة فنغ شوي التي تدعو للتعايش بانسجام وتناغم مع الطبيعة، وذلك على أمل أن تحمل معها الحظ السعيد والثروة الوفيرة. وتحتضن هذه الغابات الهادئة التي تمتد بشكل هلال أكثر من 100 صنف من النباتات المحلية. حيث يمكنك مشاهدة بعض الأشجار القديمة التي تمتاز بشكلها الغريب، بما في ذلك الشجرة المجوفة التي يصل عمرها إلى قرن من الزمن (أو العلكة الحلوة)، مع العديد من الثقوب الموجودة في مركز جذعها، وشجرة الكافور ذات الأصابع الخمسة العملاقة، وشجرة التين الخانق.

الوصول إلى هناك

ممر أزهار ديريس بالأزهار البيضاء

في الغابات الممتدة بالقرب من غابة المانغروف الساحلية، يمكنك ملاحظة نباتات الكرمة الملتفة والمتشابكة التي تمتد وتتعرج كثعبان عملاق في كل مكان على الأرض، والبعض منها يتدلى من الأشجار والأقواس، إنها نباتات الكرمة المتسلقة ذات الأزهار البيضاء المزهرة (Derris alborubra) ، التي يصل قطر جذوعها إلى ما يقارب من 30 سم ، وقد استغرقت مئات السنين لتنمو وصولاً إلى هذا الحجم. أما المنطقة المحيطة بلاي تشي وو فهي تضم ما يقارب من 112 صنف من الحشرات التي تعيش في المياه العذبة، كما أنها تشكل موطناً حيوياً للعديد من أنواع الطيور، والفراشات، واليعاسيب، والزواحف المتنوعة، بما في ذلك طائر الدرسة صفراء الصدر، المهدد بالانقراض، وكذلك فراشة ذيل الحصان الأبيض النادرة.

الوصول إلى هناك

المانغروف الزجاجي الساحلي وأنواع المانغروف

تابع المجرى الذي يمتد خارج القرية والذي سيوصلك إلى منطقة الأراضي الرطبة في المياه العذبة، التي تعتبر أحد أكبر المناطق وأكثرها تنوعاً بيولوجياً في هونغ كونغ. حيث يمكنك مشاهدة كافة أصناف أشجار المانغروف الثمانية الأصلية في هونغ كونغ في المنطقة، بما فيها أشجار المانغروف الزجاجي الساحلي (Heritiera littoralis)، وقد ينمو بعض أنواعها ليصل ارتفاعه إلى 15 مترا، وتعد الأكبر في المدينة. أما شبكة جذور النبتة الداعمة التي تتداخل وتتشابك بشكل مثير للإعجاب، فتضمن نموها وازدهارها في البيئة الرطبة الزلقة. كما تقدم المناطق الطينية المنبسطة في الأراضي الرطبة موطناً حانياً يضم اصنافاً متنوعة من الأعشاب البحرية مثل: الحزامية اليابانية، والنجيل محب الملح البيضاوي، التي تقدم مساكن طبيعية قيمة تمنح الغذاء والمأوى للكائنات الساحلية الصغيرة، بما في ذلك صغار الأسماك، وسرطعون البحر والروبيان.

الوصول إلى هناك